نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب جلد : 1 صفحه : 11
كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى ) وفي معناه قال بعضهم كونوا هودا وهم اليهود وقال بعضهم أو نصارى وهم النصارى ومثله ( وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً ) أَوْ هُمْ قائِلُونَ أو دخلت على سبيل الإبهام فيما يرجع إلى المخاطب وإن كان الله تعالى عالما بذلك غير شاك فيه والمعنى أنهما كأحد هذين لا يخرجان عنهما كقولهم ما أطعمك إلا حلوا أو حامضا فيبهمون على المخاطب بما يعلمون أنه لا فائدة في تفصيله أو بمعنى بل نحو قوله ( فَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) قالوا كانوا مائة ألف وبضعا وأربعين ألفا وقوله ( فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ) شعر فوالله لا أدري أسلمى تغولت * أم البدر أم كل إلى حبيب أو بمعنى الواو نحو قوله ( أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ ) معناه وبيوت آبائكم وقوله ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ الآية ) جرير نال الخلافة أو كانت له قدرا * كما أتى ربه موسى على قدر قوله سبحانه : « كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ » ( 200 / 26 ) إنها كناية عن القرآن ومعناه أقررناه في قلوبهم بإخطاره ببالهم ليقوم الحجة عليهم ولله لطف يوصل به المعنى والدليل إلى القلب فمن ذكره أدرك الحق به ومن أعرض عنه كان كمن عرف الحق وترك العمل به في لزوم الحجة والفرق بين إدراك الحق بسلوكه في القلب وبين إدراكه بالاضطرار إليه في القلب أن الاضطرار إليه يوجب الثقة به فيكون صاحبه عالما به وأما سلوكه فيكون مع الشك فيه قوله سبحانه : « لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها إلى قوله فِي الصُّدُورِ » ( 45 / 26 ) فيها دلالة على أن العقل هو العلم لأن معنى يعقلون بها يعلمون بها مدلول ما يرون من العبرة وفيها دلالة على أن القلب محل العقل والعلوم لأنه تعالى وصفها بأنها هي التي تعمى وأنها التي تذهب عن إقرار الحق فلو لا أن التبيين يصح فيها لما وصفها بأنها تعمى كما لا يصح أن يصف اليد والرجل بذلك .
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب جلد : 1 صفحه : 11