نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب جلد : 1 صفحه : 10
القلب
مرض القلب
لأن الإرادة والكراهة إن وجدتا في جزء من القلب فالحالتان الصادرتان عنها يرجعان إلى الجملة وهي جملة واحدة فاستحال وجود معنيين ضدين في حي واحد ويجوز أن يكون معنيان مختلفان أو مثلان في جزءين من القلب ويوجبان الصفتين للحي الواحد وكذلك المعنيان في قلبين إذا كان مما يوجد منهما يرجع إلى حي واحد إلا أن السمع ورد بالمنع من ذلك . قوله سبحانه : « وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ » ( 89 / 26 ) لما كان الجمع على تشاكل وجمعت قلوبهم على تشاكل فيما تحبه وتنازع إليه كان قد ألفت ومنه قيل هذه الكلمة تأتلف مع هذه ولا تأتلف . قوله سبحانه : « إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ » ( 89 / 26 ) أي سليم من الفساد والمعاصي وإنما خص القلب بالسلامة لأنه إذا سلم القلب سلم سائر الجوارح من الفساد من حيث إن الفساد بالجارحة لا يكون إلا عن قصد بالقلب الفاسد فإذا اجتمع مع ذلك جهل فقد عدم السلامة من وجهين وقيل سلامة القلب سلامة الجوارح لأنه يكون خاليا من الإصرار على الذنب . قوله سبحانه : « وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي » ضيق الصدر يمنع من سلوك المعاني في النفس لأنه يمنع منه كما يمنع ضيق الطريق من السلوك فيه ولا ينطلق لساني أي لا ينبعث بالكلام وقد يتعذر ذلك لضيق الصدور وغروب المعاني التي تطلب للكلام وقيل في قوله ( وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ ) بمعنى ضيق صدورهم بالهم الذي حصل فيها . قوله سبحانه : « ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً » ( 69 / 2 ) ظاهره يفيد الشك الذي لا يجوز على الله تعالى الجواب إن أو هاهنا للإباحة يقال جالس الحسن أو ابن سيرين والق الفقهاء أو المحدثين أو دخلت للتفصيل ويكون معناها إن قلوبهم قست فمنها ما هو كالحجارة في القسوة ومنها ما هو أشد قسوة منها نحو قوله ( وَقالُوا
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب جلد : 1 صفحه : 10