responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 25


التقديس عما لا يجوز عليه في صفاته ولم يزل الله مقدسا منزها قبل خلقه فمن كان من العقلاء عارفا به فتسبيحه لفظا ومعنى وما ليس بعاقل من الحيوان والجماد فتسبيحه ما فيه من الأدلة الدالة على وحدانيته وتنزيهه عما لا يليق به ورجوع التقديس إلى ما لا يعقل ككفر الكافر يعود نقصه إليه من غير أن يضر الله منه شيء وكذلك قوله ( سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ ) ( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ ) ( يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ) فيكون معناه أي يسبح أهلها كقوله ( وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ ) .
قوله سبحانه :
« فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ الآية » ( 22 / 27 ) وقوله ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً ) ( 34 / 5 ) وقوله ( وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ) ( 18 / 38 ) وقوله ( قالَتْ نَمْلَةٌ ( 18 / 27 ) قال أبو علي لا يمتنع أن يكون الله خلق في هذه الحيوانات من المعارف ما تفهم به الأمر والنهي والطاعة فيما يراد منها والوعيد على ما خالفت وإن لم تكن كاملة العقل مكلفة وإنها تخبر بذلك كما يخبر مراهقو صبياننا لأنه لا تكليف إلا على الملائكة والإنس والجن وقال الطوسي هذا خلاف الظاهر لأن الاحتجاج الذي حكاه عن الهدهد احتجاج عارف بالله وبما يجوز عليه ما لا يجوز قوله ( وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) ثم قال 0 وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ) ثم قال ( فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ) ثم قال ( فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ ) ثم قال ( أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) والمراد بقوله قالَتْ نَمْلَةٌ أي إنه ظهر منها دلالة القول لباقي النمل على التخويف من الضرر بالمقام وإن النجاة في الهرب إلى مساكنها ويكون إضافة القول إليها مجازا واستعارة كقول الشاعر في الفرس : ( وشكا إلي بعبرة وتحمحم ) أو إنه وقع من النملة كلام ذو حروف منظومة يتضمن للمعاني المذكورة مثل ما يقع من المجنون والصبي مع زوال التكليف والكمال عنهم وذلك يكون معجزا لسليمان عليه السلام وقالوا هو مثل ضربه الله على لسان النملة لأمر أراده لأنه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها لأنه لما كان عاقبة النمل أن سليمان إن مر عليه حطمه وقيل النمل اسم رجل في ذلك الزمان كما نسمي بضب وكلب والمراد بقوله ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ ألهمه ) كما قال ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) .
قوله سبحانه :
« وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ » ( 41 / 24 ) قال مجاهد الصلاة

نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست