responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 167


لا يقع إن كان الله يريد غوايتهم ووقوع الإرادة لذلك وجواز وقوعها لا دلالة عليه في الظاهر ولا خلاف في أن نصيحة النبي عليه السلام لا تنفع من أراد الله إغواءه ولكن ليس فيها أنه يريد إغوائهم أو لا يريد وهو محل النزاع على أن الغواية لفظ مشترك يقال أصبح فلان غاويا أي مريضا وغوى الفصيل إذا فقد اللبن فمات وأغويت فلانا أهلكته فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا الخيبة شاعر ومن يغو لا يعدم على الغي لائما هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا هذا الأخير لا يجوز على الله تعالى فكأنه قال تعالى إن كان الله يريد أن يعاقبكم بسوء عملكم فليس ينفعكم نصحي ما دمتم مقيمين على ما أنتم عليه وما قبل الآية يدل على ما قلنا وإن القوم استعجلوا عقاب الله فقالوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا الآيات وقال جعفر بن حرب كان قوم نوح جبرية فقال الله تعالى على سبيل الإنكار عليهم إن كان القول كما تقولون فما ينفعكم نصحي وقال الحسن إن كان الله يريد أن يعذبكم فليس ينفعكم نصحي عند نزول العذاب بكم وإن آمنتم به لأنه لا يقبل الإيمان عند نزول العذاب ولو كان مريدا لإغوائهم لوجب أن يترك نوح نصيحتهم بعد ما اعترف بذلك فلما كان نوح مجدا في النصح لهم مجتهدا في مجادلتهم حتى قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا الآية صح أن الله لم يكن مريدا لإغوائهم عن الدين .
قوله سبحانه :
« يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدا لَهُمْ » إلى قوله لَكاذِبُونَ ( 27 / 6 ) فقوله ( يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ ) على وجه التمني وقوله ( وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ) راجع إلى الأمر الذي تمنوه لأن التمني لا يكون صدقا ولا كذبا وقع ما تمناه أو لم يقع فيكون قوله ( وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ) مصروفا إلى حال الدنيا ويحمل أيضا على غير الكذب الحقيقي والمعنى أنهم تمنوا ما لا سبيل إليه فكذب أملهم وتمنيهم يقال كذب أمله وأكدى رجاءه . قال شاعر :
كذبتم وبيت الله لا تأخذونها * مراغمة ما دام للسيف قائم وقالوا ( يا لَيْتَنا نُرَدُّ ) هذا هو التمني ثم قال ( وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) فأخبروا بما علم الله تعالى أنهم فيه كاذبون وإن لم يعلموا من أنفسهم مثل ذلك فلهذا كذبهم . الصاحب :
قالت فأفعالنا من ذا يكونها * فقلت نحن مقالا صين عن خلل قالت فلم لا يكون الله خالقها * فقلت لو كان خلقا لم تكن عملي

نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست