responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 125


قوله سبحانه :
« فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ » ( 38 / 16 ) لم يرد نصب الأدلة على الحق لأنه تعالى سوى في ذلك بين الكافر والمؤمن كما قال وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى وإنما أراد من لطفه تعالى له بما علم أنه يؤمن فسمى ذلك اللطف هداية وقيل فمنهم من هدى الله إلى الجنة بإيمانه ومنهم من حقت عليه الضلالة قال الحسن لأنهم ضلوا عن طرق الحق وكفروا بالله وقال أبو الهذيل حقت عليه الضلالة عن طريق الجنة بما ارتكبوا من الكفر والضلالة والمراد بالضلالة هاهنا العدول عن الجنة وقد سمى الله العقاب ضلالا في قوله ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) .
قوله سبحانه :
« إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ( 12 / 91 ) قال قتادة إن علينا لبيان الطاعة من المعصية وفيه دلالة على وجوب هدى المكلفين إلى الدين وإنه لا يجوز صرفهم عنده .
قوله سبحانه :
« وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى » ( 3 / 78 ) التقدير تنزيل الشيء على مقدار غيره فالله تعالى خلق الخلق وقدرهم على ما اقتضته الحكمة فهدى معناه أرشدهم إلى طريق الرشد من الغي وهكذا كل حيوان إلى ما فيه منفعته ومضرته حتى إنه هدى الطفل إلى ثدي أمه وميزه من غيره وأعطى الفرخ الهداية حتى طلب الزق من أبويه والعصفور على صغره يطلب مثل ذلك بهداية الله تعالى له .
قوله سبحانه :
« وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا » ( 69 / 29 ) أي نرشدهم السبيل الموصل إلى الثواب وقيل لنوفقنهم لازدياد الطاعات فيزداد ثوابهم وقيل معناه لنرشدهم إلى الجنة . [1]



[1] في الآية الشريفة إشارات لطيفة : منها عدم ذكر مصداق معين بخصوصه من مصاديق المجاهد ، إشارة إلى أن المؤثر هو مطلق الجهاد في الله تعالى بأي نوع كان ، إذا أراد به تحصيل رضائه وقربه ، منصرفا عن العدوان والعصيان وعن اتباع الهوى والشيطان ومنها تأكيد الجزاء باللام وبالنون : دلالة على تحتم الهداية بحيث لا مورد فيها للارتياب والاضطراب . ومنها تعلق الهداية إلى السبل المضاف إلى الضمير الراجعة إلى الله تعالى إشارة إلى عظمة السبيل وكونه صراطا مستقيما وطريقا موصلا إلى مقام الحب والقرب . ومنها جمع كلمة السبل : فإن له تعالى سبلا مختلفة باختلاف الأنفس ، فلكل سالك إلى الله تعالى طريق مخصوص بحسب كونه مأمورا بأداء وظايف معينه وتكاليف مشخصة . ففي هذه الآية جوامع آداب السلوك إلا أن لتحقيق دقائقها مقام آخر . ح - م .

نام کتاب : متشابه القرآن ومختلفه نویسنده : ابن شهر آشوب    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست