وقال أبو عليّ الطبرسي ( رحمه الله ) : روي عن عبد اللّه بن مسعود ، أنّه قال : إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن ، فإنّ فيه علم الأوّلين والآخرين . [1] * ثمّ اعلم أيّها القارئ العزيز ! إنّ في القرآن الترياق الأكبر والكبريت الأحمر ، وفي آياتها الخواصّ العجيبة والمعجزات الغريبة ، فهو شفاء لكلّ داء ، كما روى العيّاشي عن الإمام جعفر الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) يرفعه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه شكا إليه رجل وجعاً في صدره ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : استشف بالقرآن ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول : ( وَشِفَاءٌ لِّمَا في الصُّدُورِ [2] ) . [3] وتقدّم أيضاً في الآيات المتقدّمة ما يدلّ عليه ، ويأتي في الفصول الآتية مبسوطاً .
سبب تأليف الكتاب ومنهج العمل فيه وردت أحاديث عديدة وآثار كثيرة من الفريقين عن أهل بيت الوحي والعلم ، في فضل قراءة القرآن وعظمته ، وثواب تلاوته في مختلف الأوقات ، وكذلك وردت الأحاديث في خواصّ سوره وآياته ومنافعهما ، من الاستشفاء وجلب الخيرات والأرزاق ، والتعوّذ بهما لدفع الشرور والآفات .
ولمّا كانت هذه الأحاديث والروايات ، منتشرة في كتب التفسير والحديث وغيرهما ، وكانت المراجعة والوصول إليها صعباً شاقّاً ، أحببت أن أجمعها في مجموعة واحدة ، وكتاب مرتّب ، كي تسهّل المراجعة والوصول إليها ، وقد استعنت في العمل باللّه تعالى وحسن توفيقه ، واستمسكت بحبله الوثيق ، وهم المصطفى وعترته الطاهرة صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين .
وقد بذلت الجهد والوسع في مراجعة المنابع والمصادر التي يمكن لي الوصول إليها