فقلت : بلى ، فقال : أوصاني يوماً فقال لي : يا كميل بن زياد ! سمّ كلّ يوم باسم اللّه ، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه ، وتوكّل على اللّه . . .
يا كميل ! نحن الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الأكبر ، وقد أسمعهم رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقد جمعهم فنادى فيهم : الصلاة جامعة يوم كذا وكذا ، وأيّاماً سبعة وقت كذا وكذا ، فلم يتخلّف أحد ، فصعد المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثمّ قال : معاشر الناس ! إنّي مؤدّ عن ربّي عزّ وجلّ ، ولا مخبر عن نفسي فمن صدّقني فللّه صدّق ، ومن صدّق اللّه أثابه الجنان ، ومن كذّبني كذّب اللّه عزّ وجلّ ، ومن كذّب اللّه أعقبه النيران .
ثمّ ناداني فصعدت فأقامني دونه ورأسي إلى صدره ، والحسن والحسين عن يمينه وشماله ، ثمّ قال : معاشر الناس ! أمرني جبرئيل ( عليه السلام ) عن اللّه تعالى أنّه ربّي وربّكم : أن أُعلمكم أنّ القرآن الثقل الأكبر ، وأنّ وصيّي هذا وابناي ومن خلفهم من أصلابهم حاملاً وصاياهم الثقل الأصغر ، يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ، ويشهد الثقل الأصغر للثقل الأكبر ، كلّ واحد منهما ملازم لصاحبه غير مفارق له حتّى يردا إلى اللّه فيحكم بينهما وبين العباد .
يا كميل ! فإذا كنّا كذلك فعلا م تقدّمنا من تقدّم وتأخّر عنّا من تأخّر ، يا كميل ! قد بلّغهم رسول اللّه رسالة ربّه ، ونصح لهم ولكن لا يحبّون الناصحين ، يا كميل ! قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لي قولاً والمهاجرون والأنصار متوافرون يوماً ، بعد العصر ، يوم النصف من شهر رمضان ، قائماً على قدميه فوق منبره : علي وابناي منه الطيّبون منّي وأنا منهم ، وهم الطيّبون بعد أمّهم ، وهم سفينة من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هوى ، الناجي في الجنّة والهاوي في لظى .
يا كميل ! الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشاء ، واللّه ذو الفضل العظيم ، يا كميل ! علا م يحسدوننا ، واللّه أنشأنا من قبل أن يعرفونا ، أ فتراهم بحسدهم إيّانا عن ربّنا يزيلوننا ، يا كميل ! من لا يسكن الجنّة فبشّره بعذاب أليم وخزي مقيم ، وأكبال ، ومقامع ، وسلاسل طوال ، ومقطّعات النيران ، ومقارنة كلّ شيطان ، الشراب صديد ، واللباس حديد ، والخزنة فضضة ، والنار ملتهبة ، والأبواب موثّقة مطبقة ، ينادون فلا يجابون ، ويستغيثون فلا