ذلك الكتاب لكان فيه علم " طبعاً إذا تنبهنا إلى الشخصية العظيمة للامام علي عليه السلام الذي لم يصل أحد إلى ما وصله غير النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ومكانته من القرآن - فيما لو دققنا في مفاد حديث الثقلين وغيره [1] - فسنقطع بأنّ أمر تدوين القرآن الكريم وترتيبه لم يعرف علمه عند غير علي عليه السلام . يقول عبد الكريم الشهرستاني :
" ومن المعلوم أنّ الذين تولّوا جمع القرآن كيف خاضوا فيه ولم يراجعوا أهل البيت عليهم السلام في حرف بعد اتفاقهم على أن القرآن مخصوص بهم وانهم أحد الثقلين في قول النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، وفي رواية ، أهل بيتي إنْ تمسكتم بهما لن تضلوا وإنّهما لن يفترقا " [2] .
وسنتعرض في المقام الثاني لتفصيل الكلام في مصحف الإمام علي عليه السلام .
الطائفة الثانية : الأحاديث التي جاء فيها لفظ " التّحريف " يتبين من مضامين الرّوايات والقرائن والشواهد التي فيها أنَّ لفظة " التّحريف " في نوع تلك الرّوايات بمعنيين : أحدهما حمل الآيات على غير معانيها وهو التّحريف المعنوي ، والآخر بمعنى اختلاف القراءات ، وواضح أن التّحريف بهذين المعنيين بعيد عن محلّ النزاع الذي هو التّحريف بمعنى وجود النقص أو الزيادة في القرآن .
فمن القسم الأوّل ما عن كامل الزيارات عن عبد الأعلى . قال :