" كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ " [1] .
وقال ابن عبد البرّ بسنده عن محمّد بن سيرين أنّه قال :
" فبلغني أنّه كتب على تنزيله ولو اُصيب ذلك الكتاب لكان فيه علم " [2] .
وقال ابن جزي :
" فجمعه على ترتيب نزوله ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير ولكنه لم يوجد " [3] .
وأخيراً قال السيوطي :
" جمهور العلماء اتفقوا على أنّ ترتيب السُّور كان باجتهاد الصحابة ، وأنّ ابن فارس استدلّ لذلك بأنّ منهم من رتّبها على النزول وهو مصحف علي [ عليه السلام ] كان أوله إقرأ ثم نون ثم المزّمّل هكذا ذكر السور إلى آخر المكي ثمّ المدني " [4] .
فنلاحظ أنّ مضامين هذه الرّوايات تتحد مع روايات الشيعة في الدلالة على أنّ مصحف الإمام علي عليه السلام علاوة على أنّ سوره وآياته مرتبة كما أنزله الوحي ، فإنه يشتمل على حقائق كثيرة من تبيين وتفسير للآيات الشريفة ، فما قاله " ابن سيرين " فيه : " كتبه على تنزيله " مع التنبه إلى أنّ اصطلاح " التنزيل " عند القدماء ; كان بهذا المعنى ، فذلك المصحف يشتمل على حقائق شرح وتفسير مراد الله عزّ وجلّ ، وفيه كنز عظيم من العلم وهذا ما أكَّدته الرّوايات كقوله : " لو أُصيب