د : عدم وقوف مال الله على مصادر أهل السنة 1 - اتّهم مال الله أبا القاسم الكوفي ومؤلف الإحتجاج بتحريف القرآن لنقلهم أخباراً من مصحف علي عليه السلام غفلة منه أنّ أخبار هذا المصحف قد جاء ذكرها في مصادر أهل السنة من قعود الإمام علي في البيت بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وتدوينه المصحف من البداية وحتى النهاية على نسق تنزيله وعرضه الإمام هذا المصحف على الصحابة واستنكافهم من قبوله ، ووجود هذه الأخبار في هذا الصدد لا يعدّ دليلاً على تحريف القرآن الموجود كما مرّ البحث فيه مفصّلاً وإلاّ يجب اتّهام جميع من نقل خبر ذاك المصحف من أهل السنة بالتحريف ، أضف إلى ذلك أنّ العبارة التي نقلها مال الله عن أبي القاسم الكوفي [1] لا صراحة فيها على تحريف ألفاظ القرآن .
2 - نقل مال الله أخبار مصحف عبد الله بن مسعود وإقدام عثمان الخليفة الثالث على احراق المصاحف وكراهية عبد الله بن مسعود من عرض مصحفه على عثمان ، نقل كل هذا من كتاب حديقة الشيعة للأردبيلي ، ومن هنا فإنّه يتهم الأردبيلي بالتحريف . وتجاهل أنّ هذه الأمور قد جاء ذكرها في كتب أهل السنة [2] ، إضافة إلى ذلك - وعلى فرض أنّ كتاب حديقة الشيعة للأردبيلي [3] - فإنّ العبارة التي نقلها مال الله من كتاب حديقة الشيعة لا تدل على تحريف القرآن بالمعنى المتنازع عليه [4] .