فيخبر هذا المصحف عن الحوادث التي تقع إلى يوم القيامة وقد كان يأتيها جبرئيل بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ، وهذا المصحف لا يمت بأيّة صلة إلى القرآن الذي أوحى به جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في زمان حياته ، لذلك فمن المحال مقايسة القرآن الذي هو وحي نزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا المصحف الذي يخبر عن الحوادث الواقعة إلى يوم القيامة ، ولا يمكن ترتيب الآثار والحكم البات وفقاً لهذه المقايسة ، لكن أطلق مال الله اصطلاح المصحف على القرآن وغفل عن الاشتراك اللفظي بينهما . فكلمة المصحف أحياناً يستعمل بمعناه اللغوي يعني " الجامع للصحف بين الدفتين " فعلى هذا كلمة المصحف تطلق على كل كتاب مجلد قرآناً كان أو غير قرآن ، وقد سمّى في أهل السنة غير القرآن بالمصحف ، كمصحف خالد بن معدان روى كل من ابن أبي داود وابن عساكر والمزّي وابن حجر في ترجمة خالد بن معدان وقالوا : " إنّ خالد بن معدان كان علمه في مصحف له إزرار وعرى " [1] وعلى هذا قال ناصر الدين الأسد في كتابه مصادر الشعر الجاهلي : " وكان يطلقون على الكتاب المجموع لفظ المصحف ويقصدون به مطلق الكتاب لا القرآن وحده " ثم نقل خبر مصحف خالد بن معدان من كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني " [2] .
فهل يحكم مال الله هنا بأنّ مصحف خالد بن معدان هو قرآن غير القرآن