كتب الشيعة كافية في الإفصاح عن عقيدة مؤلفيها في التحريف لكان ينبغي أن يكون أحمد بن حنبل ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج من طليعة القائلين بالتحريف ، ولكن بما إنّ النووي والبيطار عالجوا هذه الروايات بنحو يزول معه أي مجال للمناقشة ، فنفس هذا الكلام يصدق على كتب الشيعة ، فلا ينبغي على مال الله أن يتهم الكليني ونظائره بالتحريف ما دامت هذه الروايات قد عالجها فقهاء الشيعة بنحو يزول معه أي مجال للمناقشة والشك ، ومثالاً على ذلك فقد عالج علماء الشيعة الحديث الذيت ينقله الكليني عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله الذي يدلّ بظاهره على ذهاب ثلثي القرآن ( وجاء نظيرها في كتب أهل السنة عن الخليفة عمر بن الخطاب ) [1] وأيضاً الأحاديث الدالّة على جمع الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام للقرآن بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم والتي وردت في مصادر الفريقين وأيضاً حديثان عن أبي جعفر الباقر عليه السلام وهما : " ما أدّعى أحد من الناس إنّه جمع القرآن . . . " ، و " ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن . . . " وقد تناولنا فيما سبق علاج هذه الروايات عند علماء الشيعة بمزيد من التفصيل بحيث يزول معه أي شك [2] .
والآن نعطف عنان القلم إلى نقد منهجي لادعاءات مال الله .