أولاً : إنّ من اتّهم علماء الشيعة بتحريف القرآن فقد جهل مواقفهم بالمرة ، هذا إلى جانب أنه وقع في خلط واشتباه فاحش لأنّ مؤلفي كتب التفسير والحديث الذين اتهموا بالقول بالتحريف إثر وجود روايات التحريف في كتبهم لم يكن لهم همّ سوى جمع الأحاديث دون التحري والتفقه ورفع التعارض بين محتواها وإذا كان هذا الاتهام صحيحاً فلا بدّ أن يوجه بشكل صارخ إلى مؤلفي كتب الحديث والتفسير عند أهل السنة أيضاً التي نقلت كمّاً كبيراً من روايات التحريف ، ولا تخفى هذه النكتة على أهل التحقيق .
ثانياً : لا يرد بحث التقية هنا ، والذين ركزوا على هذا البحث فإما إنّهم غفلوا عن معنى التقية وحدّها وحدودها وإمّا إنّهم تغافلوا لأنّ مستند القائلين بالتحريف هو روايات الفريقين ومع كميّة هائلة من تلك الروايات في كتب أهل السنة ووجود من يقول في أوساطهم بتحريف القرآن لا يصحّ التحدث عن التقية لانكار تحريف القرآن لدى الشيعة أبداً .
ثالثاً : إنّ ادعاء نعمة الله الجزائري حول صحة أخبار الباب وزيادتها على ألفي حديث ادعاء عار عن الصحة ، ولم يلتزم به مال الله أيضاً ، لأنّ هذه الأحاديث ليست هي إلاّ الأحاديث التي جمعها المحدث النوري في كتابه " فصل الخطاب " ، ويكفي أن تلقي نظرة على بحثنا " فصل الخطاب ونقاط مهمة " سوف تجد :
أ : إنّ كثيراً من هذه الأحاديث جاءت متشابهة في كتب الفريقين كما رأيتم نبذة منها آنفاً في نقد آراء إحسان إلهي ظهير .
ب : يتضح من خلال التأمل في هذه الأحاديث أن أغلبها لا تتعرض إلى التحريف الذي محل النزاع .
ج : بملاحظة كتاب " القرآن الكريم ورواية المدرستين " الذي تعرض لدراسة أسانيد هذه الأحاديث ، تجد أن الروايات صحيحة السند لا يتجاوز عددها عدد