بهذه الفكرة السخيفة سواء كان المحدث النوري أو غيره - سنيّاً كان أو شيعياً - فلا اعتبار ولا قيمة لرأيه ، وكلامه باطل من قبل المحققين .
وبعدما ذكر إحسان إلهي ظهير ترجمة المحدث النوري قال :
" فهذا هو الكتاب وذاك هو الكاتب والآن نبدأ في سرد كلام النوري الطبرسي القسم الأخير من كتابه ( فصل الخطاب ) من صفحة 235 من الدليل الحادي عشر والثاني عشر في إثبات تحريف القرآن . . . " [1] .
ثم يتبنّى القول بأنّ الروايات التي ذكرها المحدث النوري في كتابه تدل لا محالة على تحريف القرآن . والسؤال المطروح هو لماذا انتقى إحسان إلهي ظهير الروايات في القسم الأخير من كتاب فصل الخطاب فقط في حين أعرض عن بقية الروايات ؟
وللجواب على ذلك يمكن القول بأنّ إحسان إلهي ظهير لم يجد مخرجاً للجواب على الروايات التي ذكرها المحدث النوري في كتاب فصل الخطاب وخصوصاً ما ذكره في الدليل الثامن تحت عنوان " في أخبار كثيرة دالّة على وقوع النقصان والزيادة على ما مرّ رواها المخالفون [ أي أهل السنة ] " فهو قد قبل دلالة هذه الأحاديث على تحريف القرآن ولذلك لم يوردها بل أورد الروايات التي يزعم المحدث النوري وإحسان ظهير بأنّها وردت في كتب الشيعة فقط .
هذا وقد ناقشنا قبل هذا جميع الأدلّة الموهومة في كتاب فصل الخطاب وتحت عنوان " كتاب فصل الخطاب ونقاط مهمة " وبيّنا نتائج البحث بالنسبة لمصادر الروايات وأسانيدها ودلالتها كما إنّ السيد مرتضى العسكري حفظه الله قد ذكر في كتاب " القرآن الكريم وروايات المدرستين " الأحاديث في الدليل الحادي عشر والثاني عشر في كتاب فصل الخطاب الذي يزعم إحسان إلهي ظهير بأنّها روايات شيعية ، وتدل على التحريف والتغيير في القرآن ، وناقش وبحث في سندها ومتنها