المصادر الشيعية وسترون عاجلا بأنّ أكثر هذه الروايات في هذين البابين قد ذكرت في كتب أهل السنة أيضاً .
فلو كان إحسان ظهير منصفاً في كلامه وباحثاً حقيقياً لكان من الأجدر به أن يسمّي كتاب فصل الخطاب : " كشف النقاب عمّا غفله أهل السنة والشيعة " فإحسان ظهير الذي يدّعي بأنّه رأى كتاب فصل الخطاب ، ويعلم إنّه مشتمل على أحاديث مرسلة ، ضعيفة السند وناقصة الدلالة في تحريف القرآن وأكثرها منقولة من كتب أهل السنة مع ذلك يطلق عليه زوراً وبهتاناً : " ألفي رواية تقريباً كلّها من الأئمة المعصومين من الشيعة " ثم يذكر كاذباً ما يلي : " يورد الشيخ الشيعي روايات كثيرة من الأعيان الأربعة . . . روايات صريحة واضحة جليّة في تحريف القرآن وتبديله " في حين غفل عن أنّ الأحاديث المذكورة وكما شاهدتم في البحث عن الباب الثاني من دعاوي إحسان ظهير - وكما ذكر الدكتور القفاري - هي من المصادر السنّية وقد اعتمد جهلاً على كتاب فصل الخطاب ، ولعلّه من باب التجاهل - كما سيتضح قريباً - ، ولم يضف إليه شيئاً سوى الفحش والسبّ والإتهام .
وعلى كل حال فالمنصف يعلم بأنّ كل حديث لا يعتبر حجة سوى حديث المعصوم ولو كان المتحدّث عالماً فذاً ، لأنّ الإنسان معرّض للنسيان والخطأ ، ولذلك فإنّ إحسان إلهي ظهير الذي يخصّص عدّة صفحات من كتابه لترجمة المحدّث النوري [1] ونراه ينقل مديح العلاّمة السيّد محسن الأمين والشيخ آقا بزرك الطهراني [2] وذلك ليلقي تصوراته في روع القارئ ، كلّ ذلك لا يجدي له نفعاً ، فهو بالذات قد ذكر الكتب الشيعية التي ألّفت للرد على فصل الخطاب .
وتدلّ هذه الكتب والتي ألّفت للرد على كتاب فصل الخطاب على أنّ من يعتقد