دراسة عن مفهوم التنزيل :
" التنزيل " فهو أيضاً مصدر مزيد فيه ، وأصله النزول ، وقد يستعمل ويراد به ما نزل مطلقاً لا ما اصطلح عليه المتأخرّون من إطلاق لفظ التنزيل على ما نزل قرآناً فقط .
وهذا المعنى العام من " التأويل " و " التنزيل " ورد في الرّوايات المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام . وأما ما اصطلح عليه المتأخرون فلا عين له في اللغة ولا أثر .
وعلى هذا فإن ما ورد في الرّوايات بتعبير " هكذا تنزيلها " في شأن بعض الآيات معناه : مفادها ومعناها أنّه نزل من عند الله على النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم سواء كان آية أو بياناً لآية ، قال تعالى : ( لا تحرك به لسانك لتعجل به * إنّ علينا جمعه وقُرآنَه * فإذا قرأناهُ فَاتّبع قرآنه * ثم إنّ علينا بيانه ) [1] فبيان القرآن - على أحد الاحتمالات - أي شرحه وتفسيره وهو على الله تعالى .
كما انّه يستفاد من اطلاق الآيات الشريفة : ( وما ينطق عن الهوى * ان هو الاّ وحي يوحى ) [2] أنّه نزلت على النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم تفسير الآيات وتبيينها كما نزلت عليه القرآن وهكذا يستفاد من بعض الأخبار : كما في سنن الدارمي بسنده عن حسان بن ثابت قال :
" كان جبرئيل ينزل على رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بالسنّة كما ينزل عليه بالقرآن . " [3] وعلى هذا نستطيع أن نقول إنّ جميع ما قاله النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من