تفسير القرآن وتبيينه تنزيل أو تأويل من الله . لأنّه قد يطلق على بيان النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم الّذي أخذه من الله في شرح الآيات ، التأويل أيضاً ; لأنّ تأويل القرآن - كما قلنا - ما يرجع إليه الكلام ، سواء أكان ما يرجع إليه الكلام شرحاً للمراد من الوحي - غير القرآني - أم لا . وعلى هذا سمّي تأويل القرآن ، قرآناً ، لا بمعنى القرآن المنزل بعنوان المعجز بل بعنوان أنه مقروء على النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ; قال الشيخ المفيد رحمه الله ( ت 413 ) في شأن مصحف الإمام علي عليه السلام :
" . . . حذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله [ أي القرآن ] وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله . وذلك كان مثبتاً مُنزلاً وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الّذي هو القرآن المعجز . وقد يسمّى تأويل القرآن قرآناً قال الله تعالى : ( ولا تَعْجَل بالقرآن مِنْ قَبلِ أنْ يُقضى إليك وَحيُه وقُلْ رَبِّ زِدْني عِلْماً ) فسمّى تأويل القرآن قرآناً . وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف . " [1] ويؤيده ما جاء عن الإمام علي عليه السلام في شأن مصحفه :
" أتى بالكتاب كملاً مشتملاً على التأويل والتنزيل . . . " [2] .
وقول " محمّد بن سيرين " :
" فلو أُصيب ذلك الكتاب - أي مصحف الإمام علي عليه السلام - لكان فيه علم . " [3] فإنه لو كان ما كتبه الإمام مجرداً عن التأويل والتفسير - مأخوذاً عن النبىّ صلّى