ثانياً : الدكتور القفاري - كما رأيتم [1] - لم يراع الأمانة في نقله لعبارات الشيخ الطبرسي في مجمع البيان ، والسيد المرتضى في الذريعة ، والشيخ الطوسي في عدة الأصول ، وادّعى أنهم يقولون بنسخ التلاوة ، فليلاحظ هناك سوء نقل الدكتور القفاري ، وهنا زاد في دعواه ; قال : " وعلماء الشيعة يقرّون بنسخ التلاوة في حين أن الخوئي يرى أن نسخ التلاوة قول بالتحريف أليس هذا تناقض " .
ثالثاً : إذا كان في نظر الدكتور القفاري أن الكليني والطبرسي صاحب الاحتجاج والقمي يعدون من رؤوس هذا الكفر لأنهم نقلوا أخبار التحريف فهل يا ترى أصحاب الصحاح الستة وأصحاب كتب الحديث والتفسير بالمأثور من أهل السنة يعدهم من رؤوس هذا الكفر أيضاً حيث أن أخبار التحريف في كتبهم ليست قليلة . ونحن نعتقد أن التفريق بين شأن أصحاب الحديث والتفسير بالمأثور وبين شأن الدارسين والباحثين لمتون الروايات وما تتضمنها وحل التعارض والخلاف بينها ليس بخاف على الدكتور القفاري ، ولكنّه مع ذلك يقول الدكتور القفاري هنا : " أليس هذا خداع " ؟ !
رابعاً : أين قال السيد الخوئي ( قده ) بأن روايات تفسير القمي كلها ثابتة الصدور عن المعصومين عليهم السلام ، وما هذا إلاّ كذب من الدكتور القفاري ونصّ عبارة السيد الخوئي التي أشار إليها الدكتور القفاري على نحو الإجمال هي : " ونحكم بوثاقة جميع مشايخ علىّ بن إبراهيم الذين روى عنهم في تفسيره مع انتهاء السند إلى أحد المعصومين " فرأي السيد الخوئي ( قده ) أن مشائخ علىّ بن إبراهيم فقط الذين ينتهي سندهم إلى أحد المعصومين هم الموثقون ، وأسانيد علىّ بن إبراهيم في هذا التفسير مع انتهاء السند إلى أحد المعصومين قليلة ، وبالنسبة إلى الروايات الدالة في ظاهرها - ولأول نظرة - على التحريف قليلة جداً .