( فأنزل الله سكينته عليه ) بحذفهم عليه وزيادتهم " على رسوله " [1] .
لكن مع المراجعة الدقيقة للمعنى الاصطلاحي لكلمة " الإقراء " وكلمة " التنزيل " - وتقدم منّا بحث ذلك مفصلا - تبتعد الرواية من الاشكالات فلا تدل على ما يدعيه القفاري من التحريف بالزيادة والنقيصة ، بل على فرض صحة الرواية فإن الإمام عليه السلام في مقام الإقراء ( بمعنى تعلم لفظ الآية مع معناها ) وبيان التنزيل للقرآن ( الذي يرد أحياناً بمعنى مفاد الآية ومعنى الآية ) ، وأرجع الضمير في " عليه " إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم [2] وهو واضح ، ففي مقام بيان معنى الآية هكذا يقول : فأنزل الله سكينته على رسوله .
15 - قد تعرض المحدث النوري لأدلة القائلين بعدم التحريف تحت عنوان " الباب الثاني في أدلة القائلين بعدم تطرق التغيير مطلقاً في كتاب الله تعالى ، وأن الموجود هو تمام ما أنزل الله على رسوله إعجازاً وأمر بإبلاغه . . . وهي أمور عديدة " وتعرض لمناقشة ونقد تلك الأدلة ، إلاّ أن نقده وردّه لها ضعيف للغاية وليس تحته شيء ، والدكتور القفاري عند تعرضه للمحدث النوري هنا أقرّ بالواقع - من حيث لا يشعر - من رفض الإمامية القول بالتحريف حيث قال :
" والحقيقة إنّ هذا الباب الذي عقده أبطل به افتراءاته - المحدث النوري - لأنه لم يستطع أن يجيب على أدلة قومه المنكرين لكفره " [3] .
فإذا لم يستطع المحدث النوري وغيره من ردّ أدلة الإمامية الدالة على عدم تحريف القرآن فإن دلّ ذلك على شيء فإنّما يدلّ على متانة ورصانة تلك الأدلة ، وإذا أقرّ الدكتور القفاري بعدم قول الإمامية بالتحريف لتلك الأدلة فلماذا يقول من