الفريقين - بوجود ذلك المصحف ، وإنه لا فرق بينه وبين القرآن الموجود إلاّ في ترتيب السور والآيات ، وتفسير وشرح الآيات ، إلاّ أن الدكتور القفاري قد رمى جميع علماء السنّة - ومن حيث لا يشعر - بالزندقة وتصديق الخرافة و . . . ، وذلك لما يلاحظ من أن مصادر السنة قد تعرضت لذكر مصحف الإمام علىّ عليه السلام أكثر من مصادر الشيعة ، وذكر بعضهم - كالشهرستاني صاحب الملل والنحل - حديث عرض مصحف الإمام علىّ عليه السلام على الصحابة وردهم له وقد أوردنا مسبقاً نصّ كلامه .
7 - عندما تعرض الدكتور القفاري لقول المحدث النوري ، " إن اليهود والنصارى غيروا وحرفوا كتاب نبيهم بعده ، فهذه الأمة أيضاً لا بدّ وأن تغير القرآن بعد نبينا صلى الله عليه وآله لأن كل ما وقع في بني إسرائيل لا بدّ أن يقع في هذه الأمة على ما أخبر به النبىّ صلى الله عليه وآله وسلم " [1] . ذكر في ضمن جوابه عليه :
" الشيعة تحاول تحريف اللفظ وما قدمناه عنهم هو الدليل لكنهم لم يحققوا أهدافهم . . . " [2] .
إلاّ أن الدكتور القفاري لم يبيّن أين ذكر الدليل الذي يدعي أنه قدمه والدال على محاولة الشيعة لتحريف القرآن حتى نكشف النقاب عن زيف ادّعائه ، وربما كان دليله الأحاديث الدالة على زيادة كلمة " عن " في الآية الأولى من الأنفال ، أو نقصان عبارة في علىّ في الآية 67 من سورة المائدة ، وعبارة " آل محمد " في آية الاصطفاء 32 من سورة آل عمران ) و . . . إلاّ إنكم لاحظتم [3] أن هذه الروايات رويت في كتب السنة أيضاً ، فإذا كان مراد الدكتور القفاري ، وأستاذه رشاد سالم