التقية " فراجع إن شئت .
والعجيب من القفاري استدلاله هنا على استعمال التقية في كتب الحديث مثل الكافي ، وكتب التفسير بالمأثور مثل تفسير القمي ، مع أنّ وجود روايات التحريف ( بالمعنى المقصود في البحث ) في تلك الكتب لو كان دليلا على استعمال التقية لكان ذلك دليلا على استعمال التقية لدى علماء السنة أيضاً . بل كان ذلك أولى بمراتب ، حيث وجود روايات التحريف الكثيرة في كتبهم الحديثية مثل الصحيحين ، والتفاسير بالمأثور مثل تفسير الطبري والدرّ المنثور - مع اعتراف علماء السنة بعدم قلة هذه الروايات - وهو أمر مشهور ، حتى إن بعض علمائهم لحفظ مكانة هذه الكتب لديهم التجأ بجعل تلك الروايات تحت عنوان نسخ التلاوة ، وحتى يسلم أصحابها من طعنات النقص الحتمية . فيتضح أن لو كان ميزان الدكتور القفاري منصفاً لتبرأ من هذه الكتب وأصحابها أيضاً ، ولقال : " وصدق الموقف في هذه المسألة يقتضي البراءة من معتقديها وكتبهم كمالك وكتابه الموطأ ، والبخاري ومسلم وصحيحيهما ، والطبري والسيوطي وتفسيريهما ، وغيرهم " .
ثمّ ذكر الدكتور القفاري جواباً نقضياً فقال :
" ثمّ إن القول بأن الاثنا عشرية أجمعهم رجعوا عن هذا منقوض بصنيع عالمهم المعاصر حسين النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب ، والذي ألّفه لاثبات هذه الفرية ، وهو منقض أيضاً بكتاب تحريف القرآن لسيدهم على تقي بن السيد أبي الحسن النقوي اللكنهوي - المعاصر المولود سنة ( 1323 ه - ) وهو بالأردية وغيرهما من مؤلفاتهم في هذا الضلال وهو معارض بما قدمناه عن آغا بزرك الطهراني والأميني النجفي وغيرهما . . . " [1] .