ثمّ قال الدكتور القفاري في مناقشة الصنف الثالث :
" ثالثاً : أمّا القول بأن القرآن ناقص وليس بمحرف فهذا كسابقه ليس بدفاع ولكنه تأكيد لأساطيرهم وطعن في كتاب الله بما يشبه الدفاع فكيف تهتدي الأمة بقرآن ناقص . . . وهذا هو مبلغ دفاعه عن القرآن والإسلام ، سبحانك هذا بهتان عظيم " [1] .
ربما يتعجب القارئ إذا قلنا إن الدكتور القفاري لم يراع الأمانة مرّة أخرى هنا ، فالقائل بذلك هو المرحوم آغا بزرك الطهراني فنصّ عبارته هنا فيما يخص ب " تنقيص الوحي " لا " تنقيص القرآن " ، فالوحي عنده شكلان وحي تنزيلي قرآني ، ووحي تنزيلي تفسيري وقال : فالمنقوص من القرآن الموجود هو الوحي التنزيلي التفسيري لا الوحي القرآني المعجز ، وواضحٌ إن التنقيص في الوحي التفسيري لا يُصيب القرآن بخلل وتحريف . وهذه نصّ عبارة الشيخ آغا بزرك الطهراني انظر :
" إنّ ما بين الدفتين الذي وصل بأيدينا بالتواتر إلى اليوم بلا شك لأحد من المسلمين ولا ارتياب . . . فالقرآن المجيد الذي هو بأيدينا ليس موضوعاً لأي خلاف يذكر فمحل الخلاف إنزال وحي آخر غير ما بين الدفتين . . . " [2] .
ونحن سابقاً في " دراسة تحليلية عن مفاهيم " الاقراء " و " التنزيل " تحدثنا عن ذلك مفصلا وقلنا بوجود نوعين من الوحي استناداً إلى الأدلة والقرائن الموجودة عند الفريقين وهو أمرٌ ثابت ولا يختص بالشيعة ، بل يُصرّح به عدد من كبار أهل