ثم كتب الدكتور القفاري فيما يخص عبد الحسين شرف الدين ما يلي :
" أما أسلوب عبد الحسين في نفيه لهذه الأسطورة ففيه شيء من المكر والمراوغة قد لا يتنبّه له إلاّ من اعتاد على أساليبهم وحيلهم . . . تأمل قوله : " فإنّ القرآن الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته " ماذا يعني بالقرآن المتواتر من طرقهم هل هو القرآن الذي بين أيدينا أم القرآن الغائب مع المنتظر كما يدعون . . .
إنّ تخصيصه بأنّه متواتر من طرقهم يلمس منه الإشارة للمعنى الأخير ذلك أنّ القرآن العظيم كان من أسباب حفظه تلك العناية التي بذلها عظيما الإسلام أبو بكر وعمر وأتمّها أخوهما ذو النورين عثمان بن عفان في جمعه وتوحيد رسمه تحقيقاً لوعده عزّ وجلّ ومعتقد الشيعة في الخلفاء الثلاثة معروف فهذا القرآن إذاً غير متواتر من طرقهم " [1] .
مع الأسف إنّ الدكتور القفاري لا زال ملتزماً بأسلوبه الخياني في نقل العبارات ، لا بل فإنّه هنا يكيد القرآن هذه المرة إضافة إلى كيده المسلمين ، وذلك :
أولا : فإن العلاّمة عبد الحسين شرف الدين غير منكر مطلقاً لأصل وجود هذه الروايات في كتب الفريقين - بالشكل الذي كتب عنه الدكتور القفاري - لقد اتّجه صنف من شيوخهم إلى إنكار وجودها ، وإليكم نصّ عبارته :
" نعم لا تخلو كتب الشيعة وكتب السنة من أحاديث ظاهرة بنقص القرآن ، غير أنّها مما لا وزن لها عند الأعلام من علمائنا لضعف سندها ومعارضتها بما هو أقوى منها سنداً وأكثر عدداً وأوضح دلالة ، على أنّها من أخبار الآحاد . . . فلا يرجع بها عن المعلوم المقطوع به ولا سيما