بل ظاهر كلام بعض أهل السنة انهم اعتنوا بميزانيّة القرآن كمحمد عبده حيث قال :
" فن الحديث على شرط ان يؤخذ مفسِّراً للقرآن مبيّناً له مع اطراح ما يخالف نصّه من الأحاديث الضعيفة ، والاجتهاد لإرجاع الأحاديث الصحيحة إليه ان كان ظاهرها يوهم المخالفة . " [1] وعلى كل حال فلعلّ قلّة اهتمام بعض أهل السنة بجعل القرآن مقياساً في علاج الرّوايات التي تدلّ بظاهرها على التّحريف الّتي وردت في كتبهم ، لزعمهم بطلان روايات عرض الأخبار على القرآن وهو كما ترى !
النقطة الثانية : دراسة تحليلية عن مفاهيم " الإقراء " ، " التنزيل " و " التأويل " في الرّوايات :
إنّ البحث عن مفاهيم هذه الألفاظ يسهّل لنا كثيراً من الصعوبات التي تواجهنا في فهم روايات التّحريف ، فنحن اليوم نفهم كثيراً من هذه الألفاظ بمعنى مغاير لما اصطلح عليه قديماً ، وعلى أساس هذا الفهم الخاطىء نضع الرّوايات موضع البحث والنقد ، بينما كانت هذه الألفاظ في عصر صدورها بعيدة عن معانيها المستحدثة بل أجنبية ، ويبدو لي أنّ السبب الرئيس في ما يستدل به المثبتون للتحريف - من خلال هذه الرّوايات - هو غفلتهم عن هذه المسألة .
فأكثر الألفاظ والتعابير استعمالاً في الصدر الأوّل في لسان الرّوايات : " كنا نقرأ كذا " " تنزيله كذا " " هكذا نزلت " " تأويله كذا " . فماذا يراد من هذه الألفاظ أو التعابير ؟