الوجه الأول : إنكار وجودها في كتبهم أصلا قال الدكتور القفاري :
" لقد اتّجه صنف من شيوخهم إلى إنكار وجودها أصلا ، ومن هؤلاء عبد الحسين الأميني النجفي في كتابه الغدير . . . وعبد الحسين شرف الدين . . . ولطف الله الصافي " [1] .
ثمّ قال الدكتور القفاري :
" إنّ إنكار ما هو واقع لا يجدي شيئاً في الدفاع ، و سيؤوّل من جانب المطّلعين على كتبهم من أهل السنّة بأنّه تقيّة . . . وهذا المسلك في الإنكار يسلكونه في كلّ مسألة ينفردون بها عن المسلمين . . . وبهذا المبدأ هدموا كلّ الروايات التي تتفق مع المسلمين ، وعاشوا مع المسلمين بالخداع والتزوير " [2] .
أقول : وهل إنّ الأميني رحمه الله منكر لأصل وجود هذا النوع من الروايات في كتب الشيعة أم إنّه منكر لوجود قائلين بالتحريف من علماء الشيعة الذين يقيم لهم المجتمع وزناً ، لأنّه فرق واضح بين وجود الروايات ووجود القائلين بها .
إنّ المرحوم الأميني في معرض الردّ على الاتهام الذي نسبه ابن حزم للشيعة من غير دليل والذي جاء فيه : " من قول الإمامية كلها قديماً وحديثاً إنّ القرآن مبدّل زيد فيه ما ليس منه ونقص منه كثير وبدّل منه كثير " قال : " إنّ أيّاً من كبار علماء الإمامية - القدامى منهم والمتأخرين - لم يُعِرْ هذه الروايات اهتماماً ، ولا اعتقد بتحريف القرآن " ليقول ابن حزم : " من قول الإمامية . . . " ولكنّه لم ينكر الأميني