الصلة العقدية بين القدامى والمعاصرين قد تصدى الدكتور القفاري في هذا البحث ، دراسة آراء المعاصرين من الشيعة حول موضوع تحريف القرآن . وبعد أن أفصح الدكتور القفاري عن هدفه من ذكر هذا الفصل قال :
" لا بدّ من الاستماع لما يقوله شيوخ الشيعة المعاصرون في عقائدهم الخطرة التي تفصل بينهم وبين المسلمين " [1] .
فلننظر الآن على أىِّ العقائد الخطرة التي تفصل الشيعة عن المسلمين تلك التي وضع الدكتور إصبعه عليها فكتب تحت عنوان " المبحث الأوّل : عقيدة المعاصرين في كتاب الله " :
" المجال الأوّل . . . فماذا يقول شيعة العصر الحاضر عن هذه القضيّة [ أي : إنّ في كتاب الله نقصاً وتحريفاً ] التي تحول بينهم وبين الإسلام وهم ينشطون في الدعوة إلى التقارب مع أهل السنّة ، ويرفعون شعار الوحدة الإسلامية " [2] ؟
ثمّ قسّم - بزعمه - آراء المعاصرين حول فرية التحريف إلى أربعة أوجه :
الوجه الأول - إنكار وجودها في كتبهم أصلا .
الوجه الثاني - الاعتراف بوجودها ومحاولة تبريرها .
الوجه الثالث - المجاهرة والاحتجاج على هذا الافتراء .
الوجه الرابع - التظاهر بإنكار هذه الفرية ، ومحاولة إثباتها بطرق ماكرة خفية .
ولنبدأ الآن بمناقشة الدكتور القفاري في الأوجه الأربعة فنقول :