ثانياً : إنّ الرّوايات التي استشهد بها الدكتور القفاري على موضوعه - وكذلك الرّوايات الأخرى في هذا المقام - هي روايات مضطربة متناً ، وعلى فرض صحّة سندها فلا صلاحية فيها لإثبات وجود الوحي القرآني .
ثالثاً : إنّنا يمكن لنا - مع الاخذ بنظر الاعتبار القرائن والشواهد - أن نستفيد من تلك الرّوايات لمعنى الآية وبيان مصداق تعبير " آل إبراهيم " وخصوصاً إنّ بعض التعابير الواردة في هذه الآية يستفاد منها أنّ الإمام عليه السلام في مقام " الإقراء " - وذكرنا بأنّ الإقراء معناه القراءة مع تعليم المعنى وتفسير الآية - وبيان أنّ مصداق آل إبراهيم في هذه الآية شامل ل " آل محمّد " قطعاً ، فهم داخلون في الآية ، ولكن لا بصورة الوحي التنزيلي القرآني وإنّما بصورة الوحي التنزيلي التفسيري .
ويؤيده ما أخرجه السيوطي عن ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي [ عليه السلام ] عن ابن عباس في قوله تعالى : ( . . . وآل إبراهيم وآل عمران ) قال : " هم المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين ، وآل محمّد " [1] .
وفي أمالي الصّدوق رحمه الله باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام . قال : قال محمّد بن أشعث بن قيس الكندي للحسين عليه السلام : يا حسين بن فاطمة ! أيَّة حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك ؟ فتلا الحسين عليه السلام هذه الآية ( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) قال والله إنّ محمّداً لمن آل إبراهيم والعترة الهادية لمن آل محمّد . . . " [2] .
وفي " عيون الأخبار " في باب ذكر مجلس الإمام الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والاُمة حديث طويل وفيه : فقال المأمون هل فضّل الله العترة على سائر الناس ؟ فقال أبو الحسن الرضا عليه السلام : ان الله تعالى أبان فضل