الرّوايات مع أنّه يعتقد بوجود التّحريف في القرآن ؟
رابعاً : إنّ المحدّث النوري أخطأ في نسبة التقية إلى الشيخ الطوسي في مسألة التحريف زاعماً - أي المحدث النوري - أنّ " علي بن طاووس " يذهب إلى أنّ الشيخ يستعمل التقية في مسألة التّحريف ، والحال إنّ " علي بن طاووس " صرّح بأنّ " طريقة " شيخ الطائفة في تفسير التبيان هي أنه :
" يقتصر فيه من تفصيل المكّي من المدني والخلاف في أوقاته و . . . " وفي هذه الطريقة مماشاة مع أهل السنة ولم يذكر - أي علي بن طاووس - شيئاً عن رأي الشيخ الطوسي في مورد صيانة القرآن عن التّحريف ، فالمحدّث النوري أخطأ في احتماله هذا ، ولا يمكن الاعتماد على قوله ، ورغم خطأ المحدث النوري في احتماله فإنه أهون بكثير من ادعاءات الدكتور القفاري التي من جملتها إنه نسب إلى النوري القطع بأنّ شيخ الطائفة استعمل التقية في مسألة التّحريف ، بل نسب إلى النوري بأنّ جميع علماء الإمامية الذين نفوا التّحريف - أمثال السيد المرتضى وابن بابويه القمّي والطبرسي وغيرهم - استعملوا التقية بنظر المحدث النوري ، وهو افتراء على المحدث النوري ، ولنستمع إلى نص الدكتور القفاري في هذا المقام :
" من أعظم مصائب الشيعة وبلاياها : أساطير نقص القرآن وتحريفه والتي سرت في مذهبهم وفشت في كتبهم وحينما تصدى لذلك شيخهم المرتضى وابن بابويه القمي والطبرسي و . . . ونفوا عن مذهب الشيعة هذه المقالة حمل ذلك طائفة من متأخري شيوخهم كنعمة الله الجزائري والنوري الطبرسي حملوا ذلك على التقية " [1] .
فنعمة الله الجزائري كما رأيتم نصّ كلامه متردد في القول بالتقية ، والمحدث النوري لم يقل بحمل أقوال السيد المرتضى وابن بابويه الصدوق والطبرسي