أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن آبائه الكرام عليهم السلام قال :
" قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : . . . فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم ، فعليكم بالقرآن فإنّه شافع مشفّع وماحل مصدَّق من جعله أمامه قاده إلى الجنّة " [1] .
نستفيد من هذه الأخبار أن القاعدة هي إرجاع الأخبار والآراء إلى الكتاب وجعل الميزان فيها هو الكتاب مطلقاً [2] ، وطرح ما خالفه أو لا يشبهه حتّى ما لم يكن يوافقه ولا يخالفه إذا لم تكن مستجمعة لشرائط الحجّية ، والعجب ممّن عكسوا الأمر ، فلم يأخذوا بالكتاب نفسه أصلاً بل جعلوا الحديث ميزاناً للكتاب .
نعم إذا كان القرآن ميزاناً فيجب أن يكون متواتراً مقطوعاً به لا يدنّسه التّحريف ، لأنه المقياس الفارق بين الحقّ والباطل ولا موضع للشكّ في المقياس نفسه وإلاّ سقطت فائدة عرض الرّوايات وغيرها عليه .
وهذا الميزان قد حاز الأهمية العظمى لدى علماء الإمامية في تمييز صحيح الأخبار من سقيمها وفي مقام الإفتاء وغير ذلك .
قال ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني ( ت 329 ) في حلّ تعارض الرّوايات :
" فاعلم يا أخي - أرشدك الله - أنّه لا يسع أحداً تمييز شيء مما اختلف الرواية فيه عن العلماء عليهم السلام برأيه إلاّ على ما أطلقه