السيد الخوئي ولم يأت بها [1] مستبدلاً إيّاها بوابل من الكلمات الفاحشة وغضَّ الطرف عن مناقشات أهل السنة أنفسهم لنسخ التلاوة .
وإلاّ فإنّ قول الدكتور القفاري هذا بأنّه : شاع الكذب والدس في كتب الشيعة - وخصوصاً في العهد الصفوي دسّ الشيعة في كتب قدمائهم - معناه في الواقع أنّ الرّوايات لم تكن موجودة في كتب القدماء حتّى يستعمل أمثال الشيخ الصدوق وشيخ الطائفة الطوسي التقيّة في هذا المجال ، وأساساً يجب أن ينتفي موضوع التقية في نظر الدكتور القفاري .
هذا وإنّ توهم المحدث الجزائري في احتماله التقيّة ليس بصحيح وهذه المشكلة وقع فيها المحدث الجزائري بلحاظ مسلكه الأخباري الذي يقبل بكل رواية في هذا الباب من غير النظر إلى الأسانيد والمداليل ، ويعدّها من روايات التّحريف والحال إنّ أكثر روايات هذا الباب في نظر أعلام الإمامية روايات مرسلة ، أمّا من حيث المدلول فهي أجنبية عن التّحريف بالمعنى المتنازع فيه - وهو التّحريف بالنقيصة - ولعلّ المحدّث الجزائري مع تفطّنه لهذه النكتة انصرف عن هذا التوهم وتردّد في نسبة التقية لهؤلاء الاعلام في هذه المسألة كما رأيتم نصَّ كلامه .
وعلاوة على ذلك فإن كان أعلام الإمامية - بزعم المحدث الجزائري - قد قالوا بعدم التّحريف في القرآن لسد باب الطعن عليهم من قبل المخالفين ، لتوجّه الطعن أولاً وقبل كل أحد إلى المخالفين أنفسهم ، فهذا " الفضل بن شاذان " ( ت 260 ) الذي كان قبل الشيخ الصدوق ( ت 386 ) والسيد المرتضى ( ت 436 ) والشيخ الطوسي 460 ) يقول في التعريض بأهل السنَّة :
" رويتم أنّ الشاة جاءت فأكلت الصحيفة التي فيها القرآن ، فذهب