الطاهرة عليهم السلام قد اُبعدوا عن ساحة الخلافة التي هم أحقّ بها والثقل الأكبر الذي هو القرآن لو اشتمل على التّحريف ، لما بقي من الثقلين شيء تلجأ الأمّة إليه ، فتبقى تائهة في غياهب الظلمات ولما بقي شيء من ميراث رسول الله صلّى الله عليه وآله في أمر الثقلين ، وقد لاحظت في الرّوايات أنّ الإمام علياً عليه السلام اعتبر هذا القرآن الموجود حجّة [1] . واستدلّ علماء الفريقين على هذا ورأيتم آراءهم كشيخ المحدّثين الصدوق عليه الرحمة من الإمامية حيث قال ما نصّه :
" ولو كان - ما زاد فيه - قرآناً لكان مقروناً به ، وموصولاً إليه غير مفصول عنه " [2] .
والشهرستاني من أهل السنة الذي ذكر في مقدمة تفسيره :
" . . . إنّه كان في مصحفه المتن والحواشي ، ويروى أنّه لمّا جمعه أخرجه هو وغلامه قنبر إلى الناس وهم في المسجد . . . وقال لهم : هذا كتاب الله كما انزله على محمّد صلّى الله عليه وسلّم جمعته بين اللوحين فقالوا : ارفع مصحفك لا حاجة بنا إليه فقال : فوالله لا ترونه بعد هذا أبداً ، إنّما كان عليّ أن أخبركم حين جمعته ، فرجع به إلى بيته قائلاً ( يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجوراً ) وتركهم على ما هم عليه كما ترك هارون عليه السلام قوم أخيه موسى بعد القاء الحجّة عليهم ، واعتذر