وتكراراً ، ودار حوله ونسج فيه القول بأبشع الألفاظ وأخسّها وأبعدها عن روح البحث العلمي ، فتراه يقول :
" . . . وكيف يصدّق مثل هذا الافك الّذي نقله شرذمة الكذّابين " [1] .
وأمثال هذه العبارات السخيفة ، حتى أنّه وبكل وقاحة وبصورة ضمنية نسب تهمة الخيانة - والعياذ بالله - إلى ساحة الإمام علي عليه السلام القدسية فقال :
" ولو كان شيء ممّا يدّعون لأخرج عليّ القرآن الكامل الّذي جمعه . . . لأنّ من أقرّ الخائن على الخيانة كان كفاعلها . . . " [2] .
وقد اتّضح من الأبحاث السابقة أنّ هذا السؤال قد طرح في أوساط أهل السنة والشيعة على حدّ سواء ; لأنهم جميعاً قد رووا في كتبهم الحديثية ما يرتبط بوجود هذا المصحف .
ومن المسلَّم به - كما قلنا مراراً - أنّ مصحف الإمام علي عليه السلام يشتمل على زيادات غير ما في القرآن الموجود ، وجميعها من قبيل التفسير والتأويل وبيان الناسخ والمنسوخ والترتيب على أساس النزول و . . . فانّ الإمام علياً عليه السلام احتفظ بهذا المصحف وأخفاه عن القوم بعد أن رفضوه ، وصار هذا المصحف من مواريث الإمامة يتلقّاه الإمام تلو الإمام حتى صار إلى يد الإمام المهدي روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء . ورغم إخفاء الإمام عليه السلام لهذا المصحف فإنه بإظهاره للقوم أتمّ عليهم الحجّة إلى يوم القيامة ، وهذا العمل ; ( وهو اخفاء المصحف ) لهو أعظم دليل على أن الزيادات الموجودة فيه ليست كآيات القرآن النازلة بعنوان الاعجاز ، ولو كان بين مصحفه والمصحف الموجود تفاوت جوهري إذن لما جاز له السكوت عن هذا الأمر ، لأن الثقل الأصغر وهم العترة