إلى أخيه بقوله : ( إنّي خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ) " [1] .
وعلى هذا فإذا لم يكن تفاوت جوهري بين المصحف الموجود ومصحف الإمام علي عليه السلام ، وقد أخبر الإمام عليه السلام أنّ القرآن الموجود تامّ الحجّة ، فما الداعي لأن يشهر الإمام عليه السلام سيفه كي يظهر قرآنه وهل حصل هذا العمل من الإمام علىّ ؟ وكل شخص له أدنى إلمام بسيرة الإمام علي عليه السلام يعلم ويعتقد بأنه عليه السلام كرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كانت سيرته لمّ شعث المسلمين وتوحيدهم وإبعاد كلّ ما يؤدّي إلى تفرّقهم ، فمثلاً كان موقف الإمام في قضية قتل عثمان معروفاً . فقد اتّهمه عثمان بأنه وكاتبُ عثمان كتبوا كتاباً بقتل الثوّار [2] ، ولكن الإمام عليه السلام ظلّ إلى آخر لحظة يسعى جاهداً لإخماد الفتنة وحقن دماء المسلمين ، وبعث الحسنين عليهما السلام للدفاع عن الخليفة وهذا ما يظهر جلياً من رسالة الإمام عليه السلام إلى أبي موسى الأشعري إذ يقول فيها :
" . . . وليس رجلٌ - فاعلم - أحْرَص على جماعة اُمّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأُلفتها منّي . . . " [3] .
وبناءً على هذا فإنّ الدكتور القفاري وأضرابه كتبوا وكرّروا أنّ الإمام كان أسد الله وأسد رسوله ، فلماذا لم يظهر قرآنه بسيفه ؟ فالدكتور القفاري بهذا السؤال إمّا أن يكون جاهلاً بوضع المجتمع الاسلامي ، وسيرة النبىّ صلّى الله عليه وآله والإمام عليه السلام ، أو يتجاهل ذلك .
فبعد توحيد المصاحف من قبل عثمان - بعد ان اخبره حذيفة بن اليمان بوجود