وقال في مقام مصحف الإمام علي عليه السلام :
" . . . وأمّا ردّهم لمصحف علي عليه السلام حين جمعه وأتى به إليهم في المسجد فمن القريب جداً أنه كان مشتملاً على التفسير والتأويل الوارد عن الله تعالى وعن النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وممّا كان لا يمكنهم إنكاره فأراد عليه السلام إلزامهم به على الحق . . . " [1] .
وعلى هذا فإنّه - صاحب المعارف الجلية - أيضاً لا يرى تفاوتاً في جوهر الآيات بين المصحف الموجود ومصحف الإمام علي عليه السلام ، ولا ينطبق على رأيه ما قاله الدكتور القفاري بقوله : " جلبت عليهم العار وأورثتهم الذل و . . . " بالإضافة إلى أنّ صاحب " المعارف الجلية " نقل هذا القول : أي " إنّه ورد عن أهل البيت عليهم السلام أنّ عثمان بن عفان طلب من علىّ عليه السلام مصحف فاطمة . . . " عن كتاب " ديوان دين " [2] ، ومؤلفه نقل هذا القول عن كتاب " تاريخ طبرستان " [3] ولكنني لدى تصفّحي كتاب " تاريخ طبرستان " لم اعثر على هذا المطلب ودليله ، وعلى فرض وجوده - مع احتمالي عدم رؤيتي له - فانّ مطالب هذا الكتاب خالية عن المصدر والسند ، ولم يقل أحد من الشيعة اطلاقاً بأنّ مصحف فاطمة عليها السلام اُعطي إلى عثمان على أنه باتفاق الآراء والرّوايات الواردة عن أهل البيت فإنّ مصحف فاطمة هو غير القرآن [4] .
والآن تصل مرحلة الجواب عن هذا السؤال المهم ; وهو أنه : لِمَ ظلّ مصحف الإمام علي عليه السلام مخفيّاً ؟ وهذا السؤال طبّل له الدكتور القفاري مراراً