وقد لاحظتم أنّ شيئاً من هذا لم يكن ، والرّوايات القليلة التي هي مورد اعتماد الدكتور القفاري متشبثاً بقول المحدّث النوري أيضاً إضافة إلى أنها خبر الواحد ممّا يؤدي إلى سقوطها من حيث السند فإنّها ناقصة الدلالة على المراد ، وعلى هذا فلا بدّ أن يكون التناقض في نظر الدكتور القفاري هو الحاصل بين آراء كبار علماء الشيعة حول المصحف الموجود ومصحف الإمام علي عليه السلام ، ولكنّك لاحظت آراء كبار علماء الشيعة وتبين لك انهم لا يرون تفاوتاً في جوهر آيات الوحي في كلا المصحفين عند المقايسة بينهما .
ولا بدّ أن الدكتور القفاري يرى التناقض في كلام المجلسي إذ يقول المجلسي : " القراء السبعة إلى قرائته يرجعون . . . والعدد الكوفي في القرآن منسوب إلى الإمام علي عليه السلام . . . " لكن ما ذكره المجلسي صرّح بأنه نقله من كتاب " مناقب آل أبي طالب " لابن شهرآشوب [1] . واخبر ابن شهرآشوب نفسه بسنده عن أهل السنّة بعدّة طرق عن مصحف الإمام علي عليه السلام من جملتها :
" حدثني أبو العلاء والموفق خطيب خوارزم في كتابيهما بالاسناد عن علي بن رباح : أن النبىّ صلّى الله عليه وسلّم أمر عليّاً [ عليه السلام ] بتأليف القرآن فالّفه وكتبه " [2] .