أو يحتمل أن الدكتور القفاري استنتج التناقض من قول علي بن محمّد بن طاووس في كتابه سعد السعود بقوله : " ثم عاد عثمان فجمع المصحف برأي مولانا علي بن أبي طالب " لكن الدكتور القفاري - وكما هو دأبه - لم ينقل تمام عبارة ابن طاووس التي ذكرها أبو عبد الله الزنجاني في كتاب تأريخ القرآن ، ونقلها الدكتور القفاري من هذا الكتاب نفسه - أي كتاب تاريخ القرآن - كي لا يتضح القائل الأصلي لهذا القول والذي هو " أبو جعفر محمّد بن منصور " من كبار علماء الزيدية [1] لا من الاثني عشرية ، - ولو كان كلام هذا القائل مسنداً وصحيحاً فإنّه لا يلزم منه التناقض أيضاً - ، فانظر إلى عبارة أبي عبد الله الزنجاني :
" ذكر علي بن محمّد بن طاووس العلوي الفاطمي في كتابه سعد السعود نقلاً عن كتاب أبي جعفر محمّد بن منصور . . . ثم عاد عثمان فجمع المصحف برأي مولانا علي بن أبي طالب رضي الله عنه " [2] .
إذاً قائل هذا القول هو : أبو جعفر محمّد بن منصور وهو من الزيدية ولكن الدكتور القفاري قال :
" بل يقولون ( أي الإمامية الاثني عشرية ) كما ذكره . . . " ومن ثم يكتشف التناقض ! !
والحق أنّ أبا عبد الله الزنجاني - ناقل هذا القول - في هذا الكتاب نفسه يرى أن الاختلاف بين المصحف الموجود ومصحف الإمام علي عليه السلام فقط في الترتيب ، وقد كتب فصلاً تحت عنوان : " في ترتيب السور في مصحف الإمام علي عليه السلام " [3] وعلى هذا فإنّ رأيه أيضاً لا يكون موجباً للتناقض وهدم البناء