وعلى هذا فإنّه بزعم الدكتور القفاري ان رسول الله صلّى الله عليه يكون - والعياذ بالله - أول من طعن بالصحابة لأنّه ذكر بعضاً من المنافقين من الصحابة وعرّف حذيفة أسماءهم .
وعلى أية حال فإنّا نقول : ساحة القرآن المقدسة أعلى وأعظم شأناً من أن تمس بوجود أمثال هذه الرّوايات أو الافتراءات التي لفقّها الدكتور القفاري ، وإلاّ فهذا النوع من الرّوايات يوجد أمثالها في كتب أهل السنة في مقام نفس هذه السورة " لم يكن " أيضاً - كما مرّ علينا في المقام الأوّل - فهل يجب علينا الركون إلى معايير الدكتور القفاري وتعصّبه مع تلك الرّوايات المتعددة والتي بعضها صحيح السند ، يعني أنّه بدلاً من أن يجعل الاضطراب في متن هذه الرّوايات وبُعدها عن الفخامة والعذوبة دليلاً على أجنبيتها عن القرآن وكونها ليست منه ، بدلاً عن ذلك يستنتج من التناقض الذي فيها بطلان المذهب ، أو يستدل بهذه الرّوايات المزعومة على وجود مصحف سرّي في أيدي الباطنية ، فأي من هذين الطريقين يمكن عدّه من الطريقة التحقيقية السليمة المتصفة بالإنصاف والحكم بالعدل لبيان الحقائق ؟
وعلى هذا فماذا يريد أن يثبته الدكتور القفاري من ادّعائه هذا يا ترى ؟ طبعاً الشيعة تقول - كما هو قول كبار علماء أهل السنة أيضاً - إنّنا لو كان هذا المصحف - أي مصحف الإمام علي عليه السلام - في متناول أيدينا لحصلنا على معلومات أكثر عمقاً فيما يرتبط بالآيات وتفسيرها وتأويلها وشأن نزولها وغير ذلك ممّا هو في أيدينا الآن ، وهذه النكتة غير خافية على المحققين . وأظنّ انّ هذا المصحف الذي لم ير النور بين أوساط المسلمين بالنظر إلى مؤلفه الذي يمتلك تلك الشخصية العظيمة ; هو باتفاق الفريقين " باب مدينة علم النبىّ " [1] و " لم يسبقه الاوّلون ولم يدركه