ما كنت حفظت منه وجهدت أن أذكر منه حرفاً واحداً فلم أذكره . " وهذه الرواية أيضاً من حيث السند خبر الواحد ، ومن حيث المتن مضطربة ، ولا يمكن إطلاقاً الاعتماد عليها في هذا الموضوع المهم جدّاً ، وعلى فرض صدورها واعتبار متنها فهي لم تصرّح بزيادة أسماء سبعين رجلاً من قريش أو أشياء أخرى كانت في متن السورة ، وهو كما ذكره المحدث الفيض الكاشاني بقوله :
" لعلّ المراد انّه وجد تلك الأسماء مكتوبة في ذلك المصحف تفسيراً للذين كفروا والمشركين مأخوذة من الوحي ، لا أنها كانت من أجزاء القرآن " [1] .
ولكن الكلام هنا مع الدكتور القفاري كيف طوعت له نفسه الاعتماد على مثل هذا الحديث الضعيف سنداً والمضطرب متناً مع إنّه لاحظ ذلك الحديث وقال :
" نصوص متناقضة كالعادة في كلّ أسطورة وإذا كان يصعب كتابة شيء منه أو حفظ جزء منه ، فكيف حفظت وكتبت تلك الأساطير ؟ وإنّها أوهام يناقض بعضها بعضاً " [2] .
ثم استفاد من هذا التناقض بطلان المذهب بقوله :
" والتناقض أمارة بطلان المذهب " [3] .
وعلى هذا يمكن لنا أن نستنتج أنّ كلّ رواية من روايات كتب أهل السنة مضطربة المتن - وهو ما يوجب عدم اعتبارها - فإنها في نظر أهل الشقاق دليل على التناقض وعلامة بطلان المذهب ! ! وهكذا يستمر الدكتور القفاري ويقول :
" . . . هذا المصحف يشير إلى أنّ من موضوعاته تكفير صحابة رسول