والأسرار بما يعلمه من نفاقهم " [1] وطريقة أمير المؤمنين ليست إلاّ طريقة الكتاب والسنة ، فهو لم يذكر أسماء المنافقين أبداً وأئمتنا عليهم السلام علّمونا بأنّ كلما خالف الكتاب والسنة الصحيحة هو زخرف من القول [2] .
وعلى هذا فلو تغاضينا عن سند تلك الرّوايات ونظرنا إلى دلالتها فما دلّ منها على ذكر أوصاف المنافقين فقط لا أسمائهم فهذا ممّا لا سبيل إلى ردّه وإنكاره ، وما كان مصحوباً بذكر أسمائهم فإننا نردّه أيّاً كان سنده لمخالفته الكتاب والسنة الصحيحة .
والرواية الأخرى ذكرها الدكتور عن كتاب " قرب الإسناد نقلاً عن بحار الأنوار " عن إبراهيم بن عبد الحميد ، قال :
" دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخرج إليّ مصحفاً ، قال : فتفحصته فوقع بصري على موضع منه فإذا فيه مكتوب هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان فاصليا فيها لا تموتان فيها ولا تحييان يعني الأولين " [3] .
كيف يسوغ للدكتور القفاري الاعتماد على هذا الخبر في إثبات وجود الزيادة في القرآن ، والحال ان هذا الخبر من حيث السند خبر الواحد ، ومن حيث المتن " مدرج " وبالتالي فهو ساقط عن الاعتبار ؟ وأمّا أنّه مدرج فان هذا المصحف الّذي ادّعى الراوي أنّه أخذه من الإمام الصادق عليه السلام لو كان هو مصحف الإمام علي عليه السلام ، فإنّ الإمام علياً دوّنه في زمان خلافة أبي بكر ولمّا يحكم عمر بعد ، حتّى يصدق عليهما عنوان الأولين وهذا ممّا يثبت إدراج عبارة " يعني الأولين " في متن الرواية - التي نسبها الدكتور القفاري اشتباهاً إلى المجلسي -