هنا ليس في الزيادات في متن آيات الوحي .
ثانياً : إنّ وجود المنافقين من الصحابة في عصر الوحي وقبيل وفاة النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر مسلَّم به دلّ عليه القرآن والسنّة ، ومن البديهي أيضاً أنّه في خلافة أبي بكر لم يكن جميع هؤلاء قد ماتوا ، وليس جميعهم قد دخل نور الإيمان في قلوبهم ، بل ان بعضهم قد بقي حياً بعد وفاة النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم واستمر في نفاقه ، ودليل ذلك قوله تعالى : ( يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إنّ الله مخرج ما تحذرون ) [1] وكذلك قوله تعالى : ( وممّن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرّتين ثمّ يردون إلى عذاب عظيم ) [2] . وقال السيوطي : نقلاً عن " ابن المنذر " و " ابن حاتم " و " أبي الشيخ " عن " قتادة " :
" كانت هذه السورة تسمى الفاضحة ، فاضحة المنافقين وكان يقال لها المثيرة ، أنبأت بمثالبهم وعوراتهم " [3] .
وعلى هذا فإنّ وجود المنافقين في أوساط صحابة النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر بديهي ، والله تبارك وتعالى ذكر في سور القرآن الكريم ومن ضمنها سورة التوبة الأوصاف الروحية للمنافقين ، وخططهم وبرامجهم التي أعدّوها للكيد للإسلام والمسلمين ، ولكن طريقة القرآن الكريم لم تكن ذكر المنافقين بأسمائهم ، وهو أيضاً سنة وسيرة النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم التي استقاها من السّماء ، " فانّ سيرة النبىّ صلّى الله عليه وآله مع المنافقين تأبى ذلك فان رأيه تأليف قلوبهم