وقد ذكرنا لك عزيزي القارئ روايات كتاب سليم فهل وجدت فيها موارد للطعن في كتاب الله أم العكس هو الصحيح ؟ فإنّ الرّوايات توكّد حجّية هذا القرآن الموجود ، وأنَّ الأخذ به موجب للنجاة من النار ودخول الجنة ، ففيها يقول الإمام علي عليه السلام لطلحة حينما سأله عليه السلام : " ما أراك يا أبا الحسن أجبتني عمّا سألتك عنه من أمر القرآن ; ألا تظهره للناس ؟ ! قال عليه السلام : يا طلحة ! عمداً كففت عن جوابك .
قال : فأخبرني عما كتب عمر وعثمان ، أقرآن كلُّه أم فيه ما ليس بقرآن ؟
قال عليه السلام : بل هو قرآن كلّه إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنّة فإنّ فيه حجّتنا وبيان [ أمرنا و ] حقّنا وفرض طاعتنا ، فقال طلحة ، حسبي ، أما إذا كان قرآناً فحسبي " [1] .
ونحن قد ذكرنا أنه لا يوجد مصحف كمصحف الإمام علي عليه السلام من حيث احتوائه على كافة علوم الوحي كما دلّت على ذلك روايات الفريقين .
على هذا فإن ما قاله الدكتور القفاري : " والذي يحتوي كما يزعمون على زيادات في كتاب الله . . . " إذا كان المقصود من الزيادات ما ورد بعنوان التأويل والتفسير و . . . كما هو عليه اتفاق علماء الإمامية فهذا مالا يوجب الطعن في القرآن ، وإن كان المراد من الزيادات هو الزيادة في نصوص آيات الوحي والقرآن المُنزل ، فما هو دليل الدكتور القفاري على ذلك ؟ لا دليل لديه سوى عدّة روايات من خبر الواحد ، ولو غضضنا النظر عن سندها ومتنها وفرضنا صحّة سندها وقوّة متنها ، وغمضنا أيضاً عن أن ما يرتبط بنفس آيات الوحي والقرآن المنزل ، يحتاج إلى روايات متواترة لفظياً لا معنوياً ولا اجمالياً - لو أغمضنا النظر عن كل ذلك - لما وجدنا فيها دلالة على وجود زيادات في نصوص الآيات القرآنية كما هو واضح لدى كل منصف .