الله صلّى الله عليه وسلّم وهو بشر يتكلّم في الغضب والرّضا ، فأبيت عن الكتابة ، فذكرت ذلك للرسول فقال : اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منّي إلاّ الحقّ " [1] .
والمؤسف أنَّ هذه الفكرة استمرت إلى ما بعد وفاة النبىّ صلّى الله عليه وآله وتركت آثاراً مضرّة ومخرّبة ، ودراسة تلك الأضرار ، من فتح الطريق لدخول الاختلاق والوضع في الأحاديث ونشر الإسرائيليات بشكل واسع ، وابتعاد الناس عن المنبع الثاني في التشريع وهم أهل البيت عِدل القرآن - ونقدها وتقويم آراء العلماء في هذه المسألة يحتاج إلى مجال آخر .
المناقشة الثالثة :
قال الدكتور القفاري :
" على أي الأحوال فإنّ قصارى ما في هذه الدعوى أن يكون لعليّ [ عليه السلام ] مصحف مثل بعض الصحابة كابن مسعود وغيره . . . وهذا لا يتضمن الطعن في كتاب الله سبحانه . . . " [2] .
سبحان الله ! ! هل أنّ في روايات الشيعة أو في آراء كبار علماء الشيعة رأي كهذا ؟ فمن من عظماء الشيعة يذهب إلى وجود مصحف للإمام علىّ عليه السلام ويطعن في كتاب الله ؟ ! ثمّ إنّ الدكتور القفاري ليدّعي ويقول :
" قد أكثر القوم في الحديث عن مصحف [ الإمام ] علي [ عليه السلام ] المزعوم والذي يحتوي كما يزعمون على زيادات في كتاب الله " [3] .