الناس وهم في أمسِّ الحاجة إليها فعلى هذا كيف ترد في تلك المسألة العظيمة ومحل الابتلاء ، رواية أو روايتان فقط وتتعارض مع روايات عديدة [1] .
والطامة الكبرى هي أنّ كثيراً من الصحابة خالفوا هذا الأمر الخطير فهذه الرواية المنقولة عن عائشة أمّ المؤمنين وفيها :
" جمع أُبي الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وكانت خمسمائة حديث ، فبات ليلته يتقلّب كثيراً قالت : فغمّني ، فقلت : أتتقلّب لشكوى أو لشيء بلغك ؟ فلمّا أصبح قال : أي بنيّة هلمّي الأحاديث التي عندك ، فجئته بها ، فدعا بنار فحرّقها . . . " [2] .
وهكذا الأمر بالنسبة إلى عمر بن الخطاب الخليفة ، إذ بلغه انه قد ظهر في أيدي الناس كتب فاستنكرها وكرهها وقال :
[ " أيها الناس . . . فلا يبقين أحد عنده كتاب إلاّ أتاني به ، فأرى فيه رأيي فظنوا انه يريد ينظر فيها ، ويقوّمها على أمر لا يكون فيه اختلاف فأتوه بكتبهم فأحرقها بالنار . . . " ] [3] .
سادساً : ثم كيف يمكن أن ينهى النبىّ صلّى الله عليه وآله عن الكتابة والحال انّ الرّوايات الأخرى الكثيرة تنقل عن النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أمره بالكتابة والتعليم والتعلم ، وحتى الأمر بكتابة الحديث ، فعلى سبيل المثال :
إن النهي عن الكتابة يخالف ما روي عن النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في كتاب وصيته في حادثة يوم الخميس التي روتها أهل السنة والشيعة [4] ، ولوضوح موقفه