صادرة في مورد خاص أو انها موضوعة ومختلقة كما هو الأقوى .
ثالثاً : ان رواية " لا تكتبوا عنّي شيئاً سوى القرآن " لم ترد من طريق أهل البيت ولا من طريق من يركن إليه ، وهي من الحديث الموقوف [1] والمعارض [2] بزخم من الرّوايات ، وما هو في الواقع إلاّ توجيه لحفظ عمل الخلفاء واُمراء بني أمية الذين منعوا كتابة - وحتى نشر - روايات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى النصف الأوّل من القرن الثاني [3] ، فهم لم يجدوا حيلة يدافعون بها عن اجتهاد الخلفاء وحكام الجور إلاّ الاستناد إلى رواية هي على أضعف الفرضيات موقوفة وعلى أكثر الشواهد مختلقة . بل إنّ الخلفاء أنفسهم قد منعوا من كتابة ونشر حديث النبىّ صلّى الله عليه وآله لم يستندوا إلى هذه الرواية .
رابعاً : كما ان سنة النبىّ صلّى الله عليه وآله لم تكن على منع كتابة الحديث ، إذ هل يعقل ان المولى عزّ وجلّ امر النبىّ صلّى الله عليه وآله بتبيين وتعليم آيات الوحي للناس في جميع ابعادها من الأصول والفروع ولكن النبىّ صلّى الله عليه وآله وهو معلِّم الوحي [4] ومبيّنه [5] منع عن كتابة كلامه ؟ ! والحال ان دين الإسلام هو الدين العالمي ويجب أن يصل صوته إلى جميع أرجاء المعمورة إلى يوم القيامة الأمر الذي يقع على عاتق الكتاب والسنة .
خامساً : إنّ مسألة منع كتابة الحديث ليست بالأمر الهيّن إذ هي محل ابتلاء