" والملائكة حول العرش يسبّحون بحمد ربّهم ولا يفترون ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين " قلت ما هذا جُعلتُ فداك ، قال : هذا القرآن كما اُنزل على محمّد بخطّ علىّ صلوات الله عليهما قلت ، إنّا نقرأ ( . . . ويستغفرون لمن في الأرض . . . ) قال : ففي الأرض اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان أفَترى أن حملة العرش يستغفرون لهم . . . ؟ [1] ففي سند هذه الرواية السياري يعني أحمد بن محمّد السياري الذي اتفق علماء الرجال من الشيعة والسنة على فساد مذهبه وتضعيفه ، واتفقوا أيضاً على سقوط كتابه " القراءات " بالاتفاق [2] .
وأمّا من جهة المتن فلا دلالة فيه على مدّعى النّوري ، لأنّنا نجد في القرآن في هذا المقام آيتين إحداهما الآية الثامنة من سورة غافر وهي قوله تعالى : ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ) والأخرى هي الآية الخامسة من سورة الشورى وهي قوله تعالى : ( . . . والملائكة يسبحون بحمد ربّهم ويستغفرون لمن في الأرض إنّ الله هو الغفور الرحيم ) ، وآية سورة الشورى عامة وآية سورة غافر خاصّة ، وحمل العام على الخاص هو مطابق للمحاورات العرفية ، وقد ذكر سلفاً بأنّه في مصحف الإمام علي عليه السلام شخصت الآيات العامة والآيات الخاصّة ، وعلى فرض صدور هذه الرّوايات فإنّ الإمام الصادق عليه السلام استفاد من هذه الطريقة في " تفسير