بمقدوره التشبث بالنص القرآني نفسه ، فلهذا ينبغي أن يتركز البحث حول هذه الرّوايات ، فنلاحظ أولا ما مقدار اعتبار هذه الرّوايات ؟ وهل بالإمكان تأييدها من قبل القرآن نفسه أو لا ؟
وثانياً ، ما هو معنى المفاهيم الأساسية التي تورد في مضامين الرّوايات ويدور مفاد الرّوايات في الواقع على تلك المفاهيم .
النقطة الأولى : مدى اعتبار روايات تحريف القرآن إذا أخذنا هذا بنظر الاعتبار علمنا أنّ حجية الرّوايات حدوثاً وبقاءً تعتمد على القرآن إذ إنّ القرآن نفسه أرشد إلى السنة في تبيينه وتفسيره وهذا يعني أنّ حجية أيّ رواية تدور مدار إمضاء القرآن لها وعدمه فان أمضى صارت الرواية حجة وإلاّ فلا ، وبناءً على هذا فإذا كان نصُّ الرّوايات - بعد الفراغ من صحة السند - موافقاً للقرآن فبها ; وإلاّ وجب طرحه كما هو حال السيرة المتلقاة عن المعصومين عليهم السلام . وهنا عندنا طائفتان من الرّوايات :
الأولى تثبت التّحريف في القرآن والأخرى تنفيه فإذا عرضناهما على القرآن رأينا بوضوح ان القرآن ينفي الأولى ويثبت الثانية ، فاسقاط روايات التّحريف أمر لا بد منه .
بل ان روايات التّحريف مخالفة للسنة القطعية أيضاً إذ كيف يمكن للعترة التي هي مبيّنة للوحي ووارثة للكتاب وعدل القرآن - بدليل حديث الثقلين [1] - أن تكون على خلاف الهدف الذي نزل من أجله القرآن وتخالف تعاليمه صراحةً ، ونظراً للأهمية الكبرى لهذه المسألة ( أي إثبات التّحريف في القرآن ) فقد لزم أن تكون الرّوايات في هذا الموضوع نصوصاً صريحة واضحة الدلالة على المراد ، وإلاّ