" وهذه الوقفة عند كتاب سليم بن قيس أرى أنها ضرورية لمحاولة اكتشاف الأيدي السبئية التي افترت هذه الفرية ، إذ إنّنا نلاحظ أنّ الفرية بدأت من كتاب سليم بن قيس فترد هذه المسألة في أثناء روايتين . . . وفيها " أنّ عليّاً [ عليه السلام ] لزم بيته حتّى جمع القرآن . . . " [1] .
دراسة في أسانيد خبر مصحف الإمام علىّ في مصادر أهل السنة :
ونحن نريد هنا أن نبحث في اسناد هذا المصحف من وجهة نظر علمية في كتب أهل السنّة من حيث صحّته واستفاضته ، ذلك أن بعضاً من علماء أهل السنّة ناقش في إسناد هذا الخبر ومن جملتهم ابن أبي داود حينما أورد الخبر بسنده عن محمّد بن فضيل عن أشعث عن محمّد بن سيرين قال :
" لمّا توفي النبىّ صلّى الله عليه وسلّم أقسم عليّ أن لا يرتدي برداء إلاّ لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف ففعل " [2] .
ثم قال :
" لم يذكر المصحف أحد إلاّ أشعث وهو ليّن الحديث وإنّما رووا حتّى أجمع القرآن يعني أتمّ حفظه فإنّه يقال للذي يحفظ القرآن قد جمع القرآن " [3] .
فعلى هذا يكون خبر مصحف الإمام علي عليه السلام مخدوشاً عند ابن أبي داود من عدّة جهات :
أ : لم يذكر المصحف أحد إلاّ أشعث .