وقد نقل المحدث النوري في كتابه " فصل الخطاب " هذه السورة المزعومة عن كتاب " دبستان مذاهب " فقط وفي نهاية المطاف قال :
" قلت : ظاهر كلامه [ أي كلام مؤلف دبستان مذاهب ] أنه أخذها من كتب الشيعة ولم أجد لها أثراً فيها غير أنّ الشيخ محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني ذكر في كتاب المثالب على ما حكي عنه أنهم أسقطوا من القرآن تمام سورة الولاية ولعلّها هذه السورة والله العالم " [1] .
أقول :
أولاً : إنّ ما قاله المحدّث النوري بأنّ الظاهر من كلام صاحب دبستان مذاهب أنّه أخذها من كتب الشيعة ; خطأ كبير ، لأنّ نفس صاحب دبستان مذاهب قال في الفصل الأوّل الذي عقده تحت عنوان " در [ أي في ] ذكر مذهب إثنا عشرية " ما ترجمته : " ما سمعته من جماعة في سنة 1053 في لاهور فأوردته " [2] .
ثمّ ذكر تلك السّورة المزعومة بكاملها ، وعلى فرض أنّه لم يحدث دسّ ووضع في كتاب دبستان مذاهب فيما بعد - وهو ما نحتمله قوياً وسنورد شواهد عليه فيما بعد - فإنّ المؤلف لم ينقل هذه السورة من كتب الشيعة ، بل صرّح بأنّه سمعها من جماعة بلاهور وأنّ المحدّث النوري نفسه يقول : " لم أجد لها أثراً فيها - أي في كتب الشيعة - " .
ثانياً : إنّ ما قاله المحدّث النوري : " إنّ الشيخ محمّد بن علي بن شهرآشوب ذكر في كتاب المثالب على ما حكي عنه . . . " هذه النسبة أيضاً بتمامها لا أساس لها من الصحّة ، ولا يبعد أنّ المحدث النوري انطلت عليه خديعة الأعداء - كما خُدع في تأليفه لكتاب " فصل الخطاب " - لأنّ كتاب " المثالب " اليوم موجود بين أيدينا وقد