بيّن مؤلفه ( أي ابن شهرآشوب ت 588 ه - . ) وبصراحة رأيه في مسألة صيانة القرآن عن التّحريف ، وهو يذهب - كما هو رأي السيد المرتضى علم الهدى ( ت 436 ) - في الأساس إلى أنّ القرآن قد جمع ودوّن في عصر النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ومع هذا كيف يمكن لعثمان أن يحذف منه شيئاً ؟ ! ولنستمع إلى نصّ كلام ابن شهرآشوب في التعريض بأهل السنّة :
" . . . وزعمتم أنه - أي عثمان - جمع القرآن وقال الله تعالى ( إنّ علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه ) على أنّ لفظة القرآن تدل على خطابه لأنّ القرآن هو المجموع من الأمثال والحكم والوعد والوعيد وأمثالها . . . ورويتم أنه لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء وكيف يجمع من لم يحفظ أو يحفظ غير المجموع . . . ؟ وقد ثبت أنّ النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قرأ القرآن وحصره وأمر بكتابته . . . وكان يقرأ على جبرئيل كلّ سنة مرّة إلاّ السنة التي قبض فيها فإنه قرأ عليه مرتين ولا يمكن قراءة ما ليس بمجموع ومؤلف ومرتب . . . " [1] .
كما أنّك لاحظت نصّ عبارة " ابن شهرآشوب " في كتاب آخر أي " متشابه القرآن ومختلفه " فقد ذكر هناك وبصراحة ; حفظ القرآن من التّحريف وقال - بعد أن ثبت بالدليل أنّ القرآن كان مجموعاً على عهد النبىّ صلّى الله عليه وآله وسلّم - :
" . . . والصحيح كل ما يروى في المصحف من الزيادة إنما هو تأويل ، والتنزيل بحاله ما نقص منه وما زاد " [2] .
وعلى هذا يكون المحدّث النوري قد أخطأ باعتماده على قول الآخرين بقوله :
" . . . إنّ الشيخ محمّد بن علي بن شهرآشوب ذكر في كتاب المثالب على