بن عبد الرحمن [1] ( توفي في القرن العاشر الهجري ) .
وعليه ، فكل من تعرض لبحث صيانة القرآن من التحريف أو كان بصدد الدفاع عن المعتقدات الشيعية ورفع اتهام التحريف عنها ، والإجابة عن الشبهات والاشكالات الموجّهة إليها ، وهم جمع غفير من علماء الإمامية ، الذين لاحظنا كلماتهم في المقام الأول لدى البحث عن " أدلة سلامة القرآن من التحريف " . . . لا يعثر في كل آثارهم وكلماتهم على أي اسم أو رسم لهاتين السورتين ، لا لإثباتهما ولا لنفيهما ، وكما أذعن المحدث النوري - الذي يصنف كواحد ممّن قل نظراؤهم في مجال التتبع والاستيعاب الشامل والاطلاع الواسع على كتب الفريقين - لم يعثر على أثر لهاتين السورتين في الكتب الشيعية .
ونتيجةً لكل ذلك ، فإن المصدر الأول لسورة النورين ليس سوى كتاب " دبستان مذاهب " ، الذي يعود إلى القرن الحادي عشر الهجري ، فالآن ننظر ما هو كتاب دبستان مذاهب وحقيقته .
كتاب دبستان مذاهب وأسطورة سورة النورين :
كتاب " دبستان مذاهب " الذي هو مجهول المؤلف ( وسيأتي البحث عن تشخيص هوية المؤلف طبقاً لتفحص محقق الكتاب ) ، فقد قال :
" انّ بعض الشيعة يقولون انّ عثمان احرق المصاحف التي تتضمن سوراً في شأن علي وفضله ، ومن تلك السور سورة الولاية " ثم أورد متن تلك الأسطورة الغريبة المزعومة التي ملأت ما يقارب الصفحة [2] .
وهو بدوره لم يذكر أيّاً من الشيعة الذين نسب إليهم ذلك القول وفي أىّ كتاب ورد ذلك ، وما سنده و . . . ؟ لم يذكر لنا شيئاً عن ذلك .